الخميس، 12 أبريل 2012

العالم يتجه للسيارات المُحَوْسَبة والعمل خارج مقارّ الشركات


في معرض "تسبيت" في هانوفر أكبر معارض العالم بمجال الكومبيوتر والإلكترونيات تقدِّم كبريات الشركات مبتكراتها عن شوارع المستقبل مثلا وعن التنقل الذكي للسيارات، وعن شرائح الإنترنت التي ستركب في كل موديلات سيارات بي إم دبليو.

 في أكبر معرض للكومبيوتر والإلكترونيات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات في العالم CeBIT الذي يقام في مدينة هانوفر الألمانية بداية فصل الربيع في شهر مارس/آذار، يتم هذه السنة 2012 عرض نماذج لشوارع المستقبل والتنقل الذكي واللاسيلكي للسيارات، وعن شرائح الإنترنت التي سيتم تركيبها في موديلات سيارات بي إم دبليو. وتعرضُ تقنيات البطاريات الكهربائية الجديدة التي تزيد من نطاق مسافة سير السيارات الكهربائية. وتقدَّم أيضاً ذواكر صغيرة الحجم ستوفر صوراً عن محتوى حواسيب ومعلومات شركات العمل، بحيث يكتفي الموظفون بالعمل بأجهزتهم الخاصة ويستغنون بذلك عن الذهاب إلى مواقع العمل بشكل منتظم، وغيرها الكثير.

كاميرات ذات دقة بصرية عالية يُتحكم بها عن بُعد
سيارات بي إم دبليو مُحَوْسَبة
حول موضوع شوارع المستقبل، وفي القاعة رقم 26 من المعرض، يقدم الباحثون من مركز فراونهوفر الألماني نماذج لسيارات ولشوارع تجسد مبتكراتهم حول حركة المرور المثلى في مدن المستقبل، ويقدمون تصوراتهم حول كيفية التقليل من التلوث البيئي فيها. يطلقون على فكرتهم اسم التنقل الذكي Smart Mobility، وهي تقوم على التواصل اللاسيلكي بين السيارات عبر أجهزة الملاحة المزودة بها السيارات أو عبر الهاتف الذكي للسائق، بحيث يتم التنسيق فيما بينها من قبل إدارة مركزية، كما يقول ينس تسيش مدير المشروع في مركز فراونهوفر للبحوث: "في أحد هذه النماذج هنا، نرى إشارتَيْ مرور تزوّدان معلوماتهما للسيارات بحيث تكون كل سيارة قادرة على المشاركة في تحسين تدفق حركة المرور".

وفي المعرض كشفت شركة فودافون للاتصالات عن عزمها المستقبلي تركيب شريحة اتصالات صغيرة، تشبه شرائح الهواتف المحمولة، في جميع موديلات سيارات بي إم دبليو، لتعزيز خاصية تواصُل الآلة-مع-الآلة في السيارات. ويتم من خلالها تصفح الإنترنت داخل السيارة، وأيضاً تقوم هذه الشريحة بالاتصال بشكل أوتوماتيكي وتنبيه فرق الإنقاذ بشكل تلقائي في حال حدوث حادث مروري للسيارة، كما يقول باوس غرلاخ، المتحدث باسم فودافون:"سيكون هناك سيارات بي إم دبليو تتمتع بمواصفات اتصالات متكاملة. وقد تم تخصيص حوالي 9 مليارات يورو لعام 2012 من أجل إدخال خاصية تواصل الآلة-مع-الآلة في قطاع السيارات".
وأيضا شركة آي بي إم، عملاق صناعة الحواسيب، أخرجت ما في جعبتها في موضوع التنقل. إذ طورت آي بي إم تقنية البطارية الجديدة التي تزيد نطاق مسافة سير السيارات الكهربائية بخمسة أمثال، لتصل إلى نحو 800 كيلومتر.

أحد العارضين يشرح كيفية سيران المعلومات في نظام النقل المستقبلي
العمل من الحاسب الشخصي
ومن أجل توفير وقت العمل والقيادة بالسيارات إلى مواقع العمل، طوّرت شركة آي بي إم أيضا نوعاً من الذواكر صغيرة الحجم USB "وهي موثوقة وذكية من الممكن عن طريقها نسخ صورة افتراضية عن معلومات حواسيب مؤسسات العمل على أي جهاز كمبيوتر محمول أو على أي كمبيوتر آخر بشكل سريع لا يتجاوز الدقيقتين" كما تقول مارتينا كوإيديريتس مديرة شركة آي بي إم في ألمانيا.
ولكن هنا يبرز السؤال: كيف يمكن ضمان سرية مؤسسات العمل وعدم حصول الآخرين على معلوماتها من خلال هذه الوسائط؟ والإجابة تكمن في أن "المستخدم العامل في هذه الشركة يجب أن يكون حريصاً على هذه المعلومات، وأنه إذا حدث تسريب لمعلومات الشركة فإنه لا يتم إلا من خلاله" كما يقول ميشائيل غرامزِه، الخبير الألماني لدى شركة كاسبرسكي الروسية لإنتاج البرامج المضادة للفيروسات.

فمع زيادة الميول إلى التنقل والسرعة، تزداد تطلعات الموظفين للعمل لصالح شركتهم ولكن من خارج مقارّ الشركة: في السيارة وفي القطار وفي البيت، على الحاسب المحمول وعلى جهاز الآي باد. وذلك سيطلب برامج وتجهيزات معينة يستطيع من خلالها الموظفون العمل لصالح مؤسساتهم من خارج مقارها، ويقول ميشائيل غرامزِه بهذا الشأن " لقد أظهرت الدراسات أن رضا الموظفين وكفاءتهم يزدادان إذا أصبح بالإمكان لهم أثناء العمل أن يستعملوا أجهزتهم الخاصة"، الموجودة في منازلهم مثلاً أو المحمولة لديهم.