الأحد، 25 نوفمبر 2012

أول عيادة إلكترونية على الفيس بوك بجهود سعودية




بدأت كفكرة لتوفير الخدمة الاستشارية الطبية والمعلومة الصحية الموثقة عبر الاستفادة من برامج التواصل الاجتماعي بشبكة الإنترنت منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، قادها طبيب سعودي بجهوده الفردية لتسهيل الحصول على المعلومة في أي وقت وبأقصر الطرق، فكانت عيادة طب الأسرة الإلكترونية على موقع الـ«فيس بوك» أول عيادة تطوعية تقدم تلك الخدمات لمرتادي الموقع، التي لا يتجاوز عمرها حتى الآن سبعة أشهر.
وأوضح الدكتور صلاح الدهان إخصائي أول طب الأسرة بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، صاحب فكرة عيادة طب الأسرة الإلكترونية، أنه يستهدف من عيادته الإلكترونية تعريف المجتمع بالطب المبني على البراهين لغرض اعتماد المعلومة الصحية والعمل بها، مؤكدا أن بعض المعلومات الصحية المتداولة في المجتمع تفتقر إلى المصداقية والمصدر العلمي.

وحول البداية في مشروع العيادة الإلكترونية أكد الدهان أن البداية كانت عبر عدد من المنتديات في الإنترنت لتقديم الاستشارة الطبية لروادها، حيث تم تقديم قرابة 60 استشارة خلال 8 أشهر، وبهدف الوصول إلى عدد أكبر من الناس تم التفكير في تكوين صفحة عيادة طب الأسرة الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان الـ«فيس بوك» هو الخيار الأفضل لما يقدمه من إمكانيات، فكان انطلاق الصفحة في مطلع مايو (أيار) 2012 الماضي.

وأشار الدهان إلى أن ندرة تخصص طبيب الأسرة محليا وعربيا كان وراء سعيه للتعريف بأهمية هذا المجال الذي يعد خط المواجهة الأول في وجه المشكلات الصحية التي يعاني منها المرضى، مشيرا إلى أن محاولته من خلال العيادة الإلكترونية تعريف المجتمع بدور طب الأسرة في المنظومة الصحية، ونشر الوعي الصحي في المجتمع السعودي والعربي.

وحول آلية عمل العيادة الإلكترونية وإدارتها يبين الدهان اعتماد أسلوب الاستشارة الطبية التفاعلية عبر الإنترنت، الذي يحاكي الاستشارة المباشرة في عيادة الطبيب بدلا من الاستشارة التقليدية التي تقتصر على إجابة السؤال المختصر للمستشير دون الحصول على المزيد من التفاصيل اللازمة للتشخيص وإعطاء النصيحة المناسبة، مشيرا إلى أنه في عيادته الإلكترونية يتم التحاور مع المستشير عبر ما توفره صفحة الـ«فيس بوك» وبريد الصفحة من إمكانية التفاعل السريع بين الطرفين في المحادثة.

وزاد: «في الواقع أخصص وقتا محددا يوميا للعيادة، أقوم فيه بالرد على الأسئلة والاستشارات وكتابة المواضيع وإدارة الصفحة، وقد انضمت إلينا حديثا إخصائية التغذية العلاجية زينب المنشاد، ونتوقع انضمام طبيب أسرة إلى الصفحة خلال الفترة القادمة، كما يتعاون معنا الكثير من المتطوعين في نشر مواضيع العيادة عبر (الواتس أب) للوصول إلى عدد أكبر من الناس».

وتحظى الصفحة بوجود ما يزيد على 3785 معجبا للصفحة، كما تحوي الصفحة على الكثير من الردود والاستفسارات حول المواضيع التي تطرحها، وحتى الآن تم تقديم أكثر من خمسين استشارة في الصفحة أو عبر بريدها الخاص.

ويصف الدهان أسئلة مرتادي عيادته الإلكترونية بأنها متنوعة، موضحا أن الاستشارات الطبية تتناول مختلف المشكلات الصحية من أمراض الأطفال والنساء والولادة والباطنية والأمراض النفسية وجراحة العظام وغيرها، لافتا إلى أنه «يتم طرح أسئلة حول المواضيع التي يتم نشرها في العيادة ويتم النقاش فيها بيننا وبين المتابعين، بل بين المتابعين أنفسهم».

وزاد: «تعنى عيادتنا بتقديم المعلومة والرأي الطبي المبني على البراهين، وتهتم العيادة بالتحاور مع المستشير وتفهم تفاصيل مشكلته والوصول معه إلى التشخيص حتى نعطيه النصيحة المناسبة، كما نؤكد أهمية زيارة الطبيب المناسب لاعتماد التشخيص وبدء العلاج، والمواضيع في عيادتنا ليست مقالات فحسب بل نطرح الكثير من المواضيع الحوارية التي تتطلب تفاعل رواد العيادة، وبالتالي نسلط الضوء ونصحح الكثير من المفاهيم الصحية والمعلومات الطبية في المجتمع».

وأكد الدهان أنه يوضح للمتابعين بين فترة وأخرى أن الاستشارة في العيادة الإلكترونية غير كافية ولا تغني عن زيارة الطبيب، وقال: «الاستشارة عن بعد ينقصها عدد من الأمور كالفحص السريري مثلا، ولذلك نحن نقدم للمريض التشخيص المرجح وما يحتاج إليه من فحوصات مخبرية أو أشعة وغيرها، ثم نرشده لطرق العلاج مع الطبيب المعالج، فيصبح المريض واعيا بطبيعة مشكلته، ويستطيع أن يختار التخصص المناسب ويساعد طبيبه في سرعة التشخيص والعلاج».

وأشار الدهان إلى اقتصار خدمات العيادة الإلكترونية على تقديم المشورة الطبية بالإضافة إلى فرصة متابعة المرضى بعد زيارة الطبيب، مشيرا إلى تطلعه للتعاون مع الجهات الصحية التطوعية في المملكة، مثل الجمعيات الخيرية التي تقدم الخدمات الصحية للمساهمة معهم في ما يقدمونه من خدمات، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات والمهرجانات المحلية، التي رأى فيها فرصة للمساعدة في التواصل مع المجتمع وتقديم خدمات مباشرة لهم.

وكشف الدهان عن خطط للتطوير والتوسع في عمل العيادة الإلكترونية، لتكوين موقع إلكتروني متكامل يقدم الكثير من الخدمات بصورة مميزة تستفيد من كل ما تقدمه تكنولوجيا المعلومات، لتسهيل عملية الاستشارة الطيبة عن بعد، وتلبي احتياجات المجتمع الصحية بأسلوب سهل وممتع، مشيرا إلى أنه في سبيل تحقيق ذلك الهدف يسعى حاليا لتكوين فريق عمل متنوع الإمكانيات من المبرمجين والإداريين والأطباء والتخصصات الطبية المساندة، مؤكدا أن باب التطوع مفتوح للالتحاق بفريق العيادة لدى من يجد في نفسه القدرة على المساهمة في هذا المشروع.

المصدر : «الشرق الأوسط»