الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

سامسونج لم تدفع مبلغ مليار دولار لأبل بشاحنات !!!


انتشرت شائعة دفع سامسونغ للغرامة المقررة عليها لشركة آپل، والتي تبلغ قيمتها مليار دولار أمريكي، في فئات خمسة سنتات أمريكية محمّلة على ثلاثين شاحنة. وبحسب الشائعة، عندما توجهت الشاحنات لمقر آپل في كاليفورنيا، وقّفها رجال أمن الشركة، قبل أن يتلقّى تيم كوك، المدير التنفيذي لآپل، اتصالًا هاتفيًا من نظيره في شركة سامسونغ، يوضح فيها الأخير أن هذا هو مبلغ الغرامة المفروضة على سامسونغ داخل الولايات المتحدة الأمريكية. ووضحت الفقرة الثانية من الشائعة بأن على حد قول "الخبراء،" فإن الحكم لا يحدد طريقة معيّنة لدفع الغرامة، مما يعني أنه يحقّ لسامسونغ استخدام أي طريقة مناسبة لسدادها.

يُعتقد أن مصدر الشائعة هو موقع نَين غاغ (9Gag) للأخبار الساخرة، ولكن هذه في حد ذاته شائعة، لأن الموقع المكسيكي إِل دِفورما (أو المشوَّه بالعربية)، وهو موقع للأخبار الزائفة شبيه بموقع ذي أونيون الشهير، هو أول ما نشر الشائعة بالإسپانية هنا.

الشائعة عارية تمامًا من الصحة لسبب بسيط، وهو أن مبلغ الغرامة لا يزال غير مُلزمًا لشركة سامسونغ حتى الآن؛ كون الحكم، الذي صدر في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، لم يبتّ فيه قاضيًا بعد، بل صدر عن هيئة المحلّفين، والحكم المُلزِم لن يُصدر قبل 20 سپتمبر/أيلول القادم على الأقل، والذي قد يقضي بمضاعفة الغرامة.

الجدير بالذكر أن قانون سكّ العملة الأمريكي لعام 1965 يبيح للشركات الخاصة الكبيرة إمكانية رفض مدفوعات بفئة نقد أقل من عشرين دولارًا، كما يبيح نفس القانون للشركات الخاصة الصغيرة، مثل محطات تزويد الوقود، دور العرض أو حتى وسائل المواصلات، إمكانية رفض مدفوعات بفئة أكبر من عشرين دولارًا. باختصار، يحقّ لكل مقدّم سلعة أو خدمة تحديد طريقة الدفع المناسبة له ورفض أي طريقة بديلة، إن لم ينص قانون آخر على غير ذلك داخل الولاية قيد التعامل.

أمّا إذا تحدثنا عن الإمكانية العملية لنقل مبلغ 1.05 مليار دولار أمريكي باستخدام فئات نيكل، أو خمسة سنتات أمريكية، فهذا قد يتطلب حوالي ثلاثة آلاف شاحنة ذات سعة حمولة 34 ألف لتر للواحدة، وهي الحمولة التي قد تزن نظريًا حوالي مائة ألف طن. ناهيك عن أنه لا يوجد هذا العدد الضخم، عشرين مليار، من العملات المعدنية فئة نيكل قيد التداول.
الحكم سيشمل كذلك حظر منتجات إضافية لسامسونغ في الولايات المتحدة، علاوة على الهاتف الذكي نكسس الذي تم حظره قبل ذلك، قد يصل مجموعها لثمانية منتجات، وهي الهواتف الذكية التي تزعم آپل أنها تخرق براءات اختراع مملوكة لها. وبالرغم من احتدام الصراع القضائي بين عملاقي التقنيات في العالم، فإن الشركتين ملتزمتان بعقود مليارية تربطهما، كون سامسونغ، وللمفارقة، هي المورد الرئيسي للمعالجات الدقيقة لأجهزة آيپاد وآيفون، بالإضافة لرقاقات الذاكرة والشاشات لبعض منتجات آپل الأخرى
لا يقتصر الصراع على الولايات المتحدة فقط، بل يشمل عدة دول أخرى حول العالم، وكان آخرها حكم قضت به محكمة كورية جنوبية، يبرئ سامسونغ من سرقة تصميمات آپل، ولكن لا يعفي أي من الشركتين من ارتكاب خروقات براءات اختراع متبادلة، حيث قضت المحكمة، بموجب هذا القانون، بغرامة مالية على كلا الشركتين، ولكن الغرامة الأكبر كانت على الشركة الأمريكية، حيث أن الفارق بين الغرامتين خمسة عشر مليون ون كوري جنوبي لصالح سامسونغ، أي حوالي ثلاثة عشر آلاف دولار أمريكي.

أنهت مدونة موقع ذا غارديان مقالتها التي تنفي فيها هذه الشائعة بمقولة، منقولة عن الموقع المكسيكي الساخر، تعاتب فيها المواقع والصحف التي نقلت الخبر على أنه حقيقة، مشيرةً إلى أن الناس قد تصدق تقريبًا أي شيء، "إذا كنت ستقوم بسرقة خبر صحفي، لا تستخدم مواقع الأخبار الزائفة!"

الطريف أن الموقع المكسيكي زعم في نهاية شائعته أن الرئيس والمدير التنفيذي للشركة الكورية الجنوبية لي كُن-هي أخبر تيم كوك أنه بإمكانه استخدام العملات المعدنية "لشراء مرطبات من آلات البيع لبقيّة حياته."